حوار مع أمين المجلس الأعلى للأئمة في البرازيل لـ"مداد"

الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل لـ"مداد":

- الجهات الداعمة في دول الخليج بدأت تتبلور لديها صورة عن خطة للعمل الخيري داخل أمريكا اللاتينية.

- الرابطة والندوة العالمية وخيريات كويتية وإماراتية تساهم معنا في نشر العمل الخيري.

- الجهات الداعمة في دول الخليج بدأت تتبلور لديها صورة عن خطة للعمل الخيري داخل أمريكا اللاتينية.

- الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية مجانا مهمتنا في مخاطبة الشعب البرازيلي.

- نتمنى أن تقوم المؤسسات الداعمة بتدريب الشباب داخل البرازيل لتحمل المسؤولية مستقبلا.

- توجيه بعض الأنشطة الخيرية لغير المسلمين مهم جدا، وخصوصا في البرازيل.

- البرازيليون يرحبون بأي عمل خيري، ويشاركون فيه بكل قوة.

أجرت الحوار: تسنيم الريدي

يظل العمل الخيري هو الرابط القوي في التخاطب والتفاهم بين الشعوب، ويظل حلقة الوصل الأقوى بين المؤسسات الإسلامية ومن يتعاملون معها، أو تتعامل هي معهم، أو تمد لهم يد العون والمساعدة والحضور في حل مشاكلهم الإنسانية والاجتماعية والخدمية.

"مداد" طوّف هناك في أمريكا اللاتينية، وبالتحديد البرازيل، والتقى بالشيخ خالد تقي الدين - الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل -، وطرح عليه شؤون العمل الخيري ونشاطاته، ومدى تفاعله وتأثيره في الشعب البرازيلي، وكيفية نشر ثقافة التطوع، وكيفية تفاعل الشعب البرازيلي - خاصة الشباب - مع الجمعيات الخيرية المسلمة، وترجمة ثقافة التطوع إلى واقع ملموس ومشاهد هناك.

وأكد الشيخ تقي الدين في حواره مع "مداد" أن الجهات الداعمة لهم في بلدان الخليج بدأ يتبلور لديها صورة عن خطة العمل الخيري داخل أمريكا اللاتينية بشكل عام، والبرازيل بشكل خاص، ومن هنا عُرف معنى التطوع والعمل التطوعي وأهميته، هناك. وقال:" إن المجلس ينسق بشكل دائم مع رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكذلك عدة جمعيات خيرية كويتية وإماراتية تساهم بشكل فعال في نشر العمل الخيري هناك.

إلى نص الحوار كاملا..

• ما الجهات والمؤسسات الخليجية التي تتعاونون معها في نشاطاتكم الدعوية؟ وما طبيعة نشاطاتهم في البرازيل ودول أمريكا الجنوبية عموماً؟

التعاون مع المؤسسات الخليجية أمر مهم جدا، وهم يعتبرون عمقنا الاستراتيجي، ويمكن تحديد المؤسسات التي نتعاون معها وننسق معها، وهي:

- رابطة العالم الإسلامي: يوجد تعاون مع هذه المؤسسة العريقة، حيث تقوم بابتعاث الدعاة لتعليم شعائر الإسلام للجالية العربية، وكذلك من خلال برامج الرابطة من المؤسسات التابعة لها، مثل: الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن، والهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، والتي تهتم بالبرامج الموجهة للمسلمين الجدد.

- الندوة العالمية للشباب المسلم: يوجد لها مكتب إقليمي في البرازيل، يغطي نشاطه أمريكا اللاتينية، ويوجد تنسيق معهم فيما يخص المخيمات وبرامج الشباب.

- وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية: حيث يتم التنسيق معها فيما يخص ابتعاث الدعاة، ومنح الحج للمسلمين الجدد.

- في دولة الكويت يتم التنسيق حاليا لكثير من النشاطات المستقبلية، والتي تعتمد على مؤسسات حكومية، مثل: وزارة الأوقاف الكويتية، وبيت الزكاة، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وأخرى مدنية، مثل: جمعية النجاة، ومبرة آل البيت.

- دولة الإمارات لها نشاطات طيبة من خلال بعض المؤسسات المدنية، مثل: جمعية الشارقة الخيرية، والتي تقوم بدعم مشاريع إفطار صائم والأضاحي وفرش المساجد. وتوجد بعض المؤسسات الأخرى التي بدأت بالاهتمام بوضع الأقلية المسلمة في البرازيل. وعلى مستوى المؤسسات الحكومية يوجد الآن تفكير جدي بمساهمة كثير من المؤسسات الحكومية في العمل الخيري، وستشهد الشهور القادمة زيارات متتالية من جهات حكومية لدولة البرازيل؛ بغرض رعاية شؤون الجالية المسلمة.

ونستطيع القول إن الجهات الداعمة في دول الخليج بدأت تتبلور لديها صورة عن خطة للعمل الخيري داخل أمريكا اللاتينية، وخصوصا البرازيل، تعتمد على التعاون والتنسيق مع المؤسسات الفاعلة على الساحة، وهذه المؤسسات لا بد أن يكون لديها نوع من الشفافية في التعامل، والتنظيم المخطط له، ورؤية مستقبلية حتى تحصل على هذا الدعم. وهذا ما توصلنا إليه من خلال الزيارات المتكررة لدول الخليج. وستعتمد الخطة على توحيد الجهات الداعمة في دول الخليج، واختيار بعض المؤسسات العاملة على الساحة البرازيلية، واعتماد بعضها لتنفيذ بعض المشاريع الخيرية.

إن اعتماد المؤسسات الخيرية في دول الخليج على جهة واحدة كانت تتلقى الدعم خلال 25 سنة ماضية، مع ضعف الأثر الفعلي لهذه المعونات إذا ما قورن بحجم الأموال التي تم إرسالها؛ دفع هذه المؤسسات لعمل مسح على ساحة العمل في البرازيل وأمريكا اللاتينية، حيث تبين وجود مؤسسات واعدة قوية التنظيم، ولديها رصيد متميز على ساحة العمل الدعوي؛ مما دفع المؤسسات الخيرية الخليجية لتغيير استراتيجيتها للعمل الخيري. ونحن نؤيد هذا التوجه، ونعتبره خطوة مهمة في الطريق الصحيح.

أبرز النشاطات

• ما هي النشاطات التي تركزون عليها في أعمالكم الموجهة للشعب البرازيلي هناك؟

تتركز أنشطتنا في البرازيل على بعض المناشط: فمن خلال عملي كمدير للشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، نقوم بعمل مشروع تعريفي بالإسلام موجه للشعب البرازيلي والجالية المسلمة، ويعتمد على توزيع الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية مجانا من خلال طاولة الإسلام، التي غطت حتى الآن 11 ولاية برازيلية، وإرسال الكتاب مجانا عن طريق البريد. وتم خلال الفترة الماضية إرسال 4000 آلاف طرد بريدي، غطت 21 ولاية برازيلية. ونقوم بعمل محاضرات عن الإسلام في الجامعات، وسنطلق قريبا مشروع الخط المجاني للتعريف بالإسلام، وهو أول مشروع من نوعه في البرازيل. يمتد نشاطنا لبعض دول أمريكا الجنوبية، من خلال توفير الكتاب الإسلامي باللغة الإسبانية لبعض المراكز الإسلامية.

ويقوم اتحاد المؤسسات الإسلامية برعاية 10 مؤسسات إسلامية بالدعم المادي، ولديه 70 منحة للطلاب أصحاب الدخول المحدودة، و 12 منحة سنوية لطلاب الجامعات، ومساعدات شهرية للأسر صاحبة الدخل المحدود.

بالنسبة للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية، والذي أتولى منصب أمينه العام، فالمجلس يسعى لمحاولة تعميم الفكرة على مستوى أمريكا اللاتينية، ويسعى لتوحيد الفتوى من خلال مجلس الإفتاء البرازيلي، والذي سيعلن عنه قريبا - بإذن الله -، بأن يكون المرجعية الشرعية لمسلمي البرازيل، ويسعى لتوثيق الروابط مع الجهات صاحبة الاختصاص في العالم الإسلامي.

نطلب من الجهات الداعمة

• هل تعتمد نشاطات هذه الجهات والمؤسسات على شباب من البرازيل، سواء الموظفين أو المتطوعين، أم أنها ترسل مندوبيها؟

تعتمد بعض المؤسسات على شباب من داخل البرازيل، وبعضها تقوم بإرسال مندوبيها. ونحن نعد إعداد الأفراد وتأهيلهم لا يقل أهمية عن تأسيس المؤسسات؛ لأن من يحمي هذه المؤسسات مستقبلا هؤلاء الذين تم إعدادهم ليكونوا قادة لها.

نشاطات لغير المسلمين

• وهل تستهدف في نشاطاتها المسلمين في البرازيل فقط، أم أن هناك نشاطات موجهة لغير المسلمين؟

حتى هذه اللحظة المؤسسات الخيرية الداعمة في دول الخليج توجه دعمها لأنشطة موجهة للمسلمين فقط. وأرى أن توجيه بعض الأنشطة الخيرية لغير المسلمين مهم جدا، وخصوصا في البرازيل؛ حيث إن هذا الشعب لا يحمل إلا كل الحب للمسلمين والعرب، والحكومة تعامل الأقلية المسلمة بكل احترام، وتفتح كل الأبواب لنشر الدعوة الإسلامية. لذلك أرى أن من باب رد الجميل أن نقوم ببعض الأعمال الخيرية للمجتمع البرازيلي، والتي تبين شمولية الإسلام.

ظاهرة التطوع تنتشر

• ما تقييمكم لظاهرة التطوع في البرازيل؟ وما طبيعة النشاطات التطوعية لدى الشباب؟

ظاهرة التطوع في البرازيل منتشرة وسط الشباب. وشباب المسلمين، وكذلك البرازيليون، يرحبون بأي عمل خيري، ويشاركون فيه بكل قوة. وخير مثال على ذلك ما تقوم به الجمعية الإسلامية البرازيلية في مدينة "غواروليوس"، والتي أتولى إمامة مسجدها، من مشروع يسمى "أصدقاء الإسلام"، وهو فكرة وإشراف أحد أبناء المسلمين، وهو الدكتور/ علي مظلوم، وهو قاض فيدرالي. وتتركز فكرة المشروع على تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والتربوية لأحد الأحياء البرازيلية الفقيرة على مدار يوم كامل. ويصل عدد الأفراد الذين يتلقون دعما من هذا النشاط إلى 20 ألف برازيلي. ومشاركة الشباب في هذا العمل متميزة، حيث يصل عدد المتطوعين - أحيانا - أكثر من مئة شاب وفتاة.

يقوم هذا المشروع - كذلك - على استضافة عشر عائلات من هذه الأحياء في مقر الجمعية الخيرية الإسلامية في "غواروليوس"، وتأهيلهم عن طريق تعليمهم فنون الخياطة واستعمال الحاسوب والأشغال اليدوية، والدورات المركزة لتعلم اللغة الإنجليزية والإسبانية.

رسالة للمؤسسات الخليجية الداعمة

• رسالة تود توجيهها للمؤسسات الخيرية الداعمة في دول الخليج؟

نود أن نوجه رسالة للمؤسسات الخيرية الداعمة في دول الخليج، أن تكون رؤيتهم شاملة للساحة الدعوية في البرازيل، وأن يتم التعاون مع المؤسسات الفاعلة والعاملة على الساحة صاحبة المشاريع الجدية، وأن لا يتم التعامل مع المؤسسات الموجودة حاليا باجترار أخطاء حدثت في الماضي من الاعتماد على مؤسسة واحدة فقط كانت تتلقى الدعم، وأن يتم هذا الدعم عن طريق مشاركة فعالة لمجلس السفراء العرب، ومتابعة من هذا المجلس؛ لضمان الشفافية، وتأمين وصول الدعم لمن يستحقه، وقطع الطريق على من يسئ استخدام أموال زكوات المسلمين لدعم أشخاص وليس مؤسسات، مما يخلق لنا مشاكل على ساحة الدعوة في البرازيل.

وفي النهاية، أتوجه بالشكر لكل المؤسسات التي تعنى بأوضاع الجالية المسلمة في البرازيل.